رحم الله الأستاذ الحبيب الأديب الشيخ محمد بن عبدالله بن ناشع الشهري من رموز بلدة النماص وأعلام بني شهر الذي وافاه الأجل يوم الأحد في 5/5/1442هـ، وهو المولود في صعبان من قرى الظهارة في محافظة النماص عام 1355هـ، ليكون قد استوفى عمره الذي كتبه الله له، فثمانية وثمانون (88) عاماً كانت معظمها حافلة بالعطاء العلمي والأدبي والدعوي والخيري على مستوى مجتمعه وبلدته، ووصل عطاؤه الخيري إلى خارج بلاده متمثلاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»[أخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580)].
كان الشيخ قد تعلم في الكتاتيب أو ما يسمى بمنطقة الجنوب “المِعْلامة” والمدارس القرآنية وحفظ القرآن مبكراً، وقد طلب العلم في عدة مدن متغرباً عن موطنه زمن انعدام المواصلات والاتصالات، حيث سافر إلى مكة والمدينة، والرياض، وأخذ العلم عن بعض علماء الأزهر في القاهرة كذلك، وقد تدرج في طلب العلم بالدراسة النظامية حيث درس في المعهد العلمي ثم كلية الشريعة بالرياض، وتخرج منها عام 1389هـ.
ويُعدُّ الشيخ محمد –رحمه الله- من الشخصيات البارزة في سعة العلم والمعرفة، ومن الموسوعات العلمية الفاعلة المتحركة، حيث المعرفة والإلمام بالتاريخ والجغرافيا، والفقه والعقيدة والشريعة، وميادين اللغة والأدب والشعر والشعراء، وهو من الشخصيات العلمية الاعتبارية في المنطقة.
وهو من المتميزين في الحفظ والذاكرة التاريخية، وكثيراً ما يقول في دروسه ومحاضراته وندواته، وهذا القول في الكتاب الفلاني برقم الجزء والصفحة! كما عُرف عنه كثرة الاطلاع والمعرفة، فمعظم الموسوعات العلمية التاريخية واللغوية كانت له قراءة فيها، وقد قرأ على سبيل المثال جميع مجلدات كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر بمجلداته الثمانين حسب إحدى الطبعات كما قال ذلك عن نفسه! وهذا أنموذج واحد لقراءاته الواسعة.
وكان له إسهام في الدعوة وأعمال البر والخير –رحمه الله-، وكان موصوفاً بالشاعر والمؤرخ والشيخ المربي، وقد كان أستاذاً مدرساً، ثم مديراً لمدرسة، ثم مشرفاً تربوياً، ثم مديراً للتعليم في محافظة النماص، وقد أمضى بحقل التربية والتعليم حوالي 38 عاماً.
وقد عرفته مبكراً واستفدت منه ومن علمه وخبراته العلمية، وذلك منذ خمسين عاماً، حينما كانت زيارتنا العائلية للنماص حوالي عام 1388هـ بهدف تواصل الرحم معه ومع بني عمه وذويه، ولم يكن طريق الجنوب قد عُمل أو افتتح.
وكان من شيوخه الذين استفاد منهم علماً ومعرفة في الوعظ والإرشاد الشيخ سليمان بن ناصر السلومي (1308-1399هـ) بالمدينة المنورة، وقد التقيا فترة من الزمن، ومن شيوخه الذين كان يذكرهم كثيراً بأنه استفاد منهم الشيخ ظافر بن محمد بن هندي الشهري في مكة والمدينة.
وكان الشيخ ابن ناشع صاحب همة عالية بخروجه المبكر من بلدته آنذاك، ولطلب العلم كذلك، وهو شخصية جادة في تعامله وعلمه وعطائه، فلا مكان في حياته لغير الجدِّية إلا لقليل جداً من مباح المزاح.
وكان الشيخ مُسهماً مع غيره من جيل الأوائل في بداية النهضة التعليمية التي عمَّت مدن وبلدات وقرى الوطن السعودي، وقد مارس مهنة التعليم موظفاً قبل نيله للشهادات، حيث كانت مؤهلاته العلمية قوية قبل الدراسة والدراسات والشهادات النظامية، وهو بهذا من أوائل أساتذة التربية والتعليم فترة طويلة من الزمن، وتُوِّجت جهوده التعليمية والتربوية بتكليفه بأول إدارة للتعليم في محافظة النماص فترة من الزمن.
وكان للشيخ مشاركات علمية وأدبية ومحاضرات ومواعظ ودروس، ومن تواضعه الذي عُرف عنه أنه كان لا يحب الظهور الإعلامي، ومن مشاركاته إسهامه بالمرويات المفيدة عن صديقه الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن سعد الشهري –رحمه الله-، وهذا الأخير ممن كتب عنه الدكتور زاهر الألمعي في ذكرياته، وكذلك كان وفاؤه بمشاركاته بالمرويات والمشاهدات المدوَّنة في كتاب ترجمة (سليمان بن ناصر بن سليمان السلومي – الشخصية والرسالة)، وكذلك في كتاب ترجمة (عبدالله بن سليمان السلومي – تجارب تطوعية مبكرة)، وغير هذا كثير من مروياته النافعة، والتي ربما يكون لهذه المرويات مكان ضمن مشروع الترجمة الوافية عن ابن ناشع، والتي يعمل عليها أبناؤه البررة بوالدهم، وفقهم الله إلى بره بعد مماته، والشكر لهم على ذلك.
من صفاته:
لقد تجاوز الشيخ المربي بجديته وشخصيته العلمية جانب الإعاقة بفقدان يده وذراعه اليمنى من ولادته، ليضرب بهذا مثالاً حياً أن الإعاقة أياً كانت نعمة من الله لم تمنع المشاركة بمعظم الأنشطة والأعمال، ومن ذلك مشاركاته في جمعيات المعهد والكلية زمن الطلب العلمي، وكذلك لم تمنعه حالة الإعاقة من العطاء بكل أنواعه والتفاعل المجتمعي بكل أشكاله مما هو موضح في تراجمه الأخرى، فهو الأستاذ المعلم والمربي، وهو الخطيب والعالم والشاعر، وهو صاحب عطاء الخير ومشاريع المساجد! والدال عليها.
وحول الإعاقة والهمة العالية فمما أذكره حين زيارته ولقياه في قريته وعمره حينذاك حوالي (45) عاماً أنه تجاوزنا جميعاً في سباق صعود جبل منعا في تنومة، وكان كما رأيته بنفسي ينزل في البئر بيد واحدة وبأسرع ممن يتمتع بيديه، وهكذا في جميع شؤون حياته لم تكن إعاقته عائقة!
ولهذا فأحد شعراء المنطقة المحبين للشيخ، وهو من أبرز تلامذته -وهو الأستاذ الدكتور محمد بن علي العمري- جعل من هذه الإعاقة ليده اليمين ميزةً ونعمةً كبرى من الله له، وذلك بقوله:
وقد فَازَ هذا الشعرُ بالعزِّ عندمـا أَنَخْتُ القوافي في رِحابِ ابنِ ناشعِ
لأَيْمَاننــــا فـــخرٌ بلقيـا شِمَـــالِــــــــه إذا جَــــمَعْت لقيـــــاه بيـنَ الاصـــابِــعِ
شِمَالك يُمنُ لحمُهـــا وعظامُهـــــــا تُقرُّ لها الأَيْــــــمَان إقــرارَ خَــــــاضِـــعِ
وجلَّت عن الدنيــا يمينُـك أَنَّهـــــــا سَتَلقاك في تِلك الجِنـــــــــان الروائـــعِ
حتى تذكرت بهذه الأبيات الرائعة قصة (بني أنف الناقة) الشهيرة في أدب العرب وقَصَصِهم، وكانوا يخجلون من وصفهم بنو أنف الناقة، وكيف أن إعلام الشعر يصحح الأخطاء ويَقلب بعض المفاهيم الخاطئة عند الناس، حينما أصبحوا يفتخرون بلقبهم “بنو أنف الناقة”، وذلك بعد قول الشاعر أبو مُلَيْكة العبسي المشهور بـالحُطيئة:
قومٌ هم الأنفُ والأذنابُ غيرُهمُ ومن يسوِّي بأنفِ الناقةِ الذنبا؟
وإضافةً إلى صفاته السابقة المرتبطة بالهمة العالية تجاه العلم والتعليم وتجاوز الإعاقة، فقد كان من صفاته المتلازمة معه كرم الضيافة، مما لا يُسأل عن هذا الجانب الفطري والسلوكي لديه ولدى أسرته وقبيلته، لدرجة إصراره على إكرام وضيافة عُمَّال الشركة التي جاءت لتمهيد الطريق وتعبيده وفتحه ليكون بين الطائف وأبها بقصة مشهورة مشهودة، وكان لها تفاعلات عجيبة بعد حوالي 45 عاماً! من حدوثها.
وقد تَميَّز الشيخ أبو عبدالله بالوفاء مع جميع محبيه وأساتذته وأصدقائه، فتراه في كل سنة تقريباً يقوم بزيارات الوفاء لكل أصحابه ومحبيه في أبها وبيشة، وفي مكة والمدينة، وفي القصيم والرياض وغيرها، وكان سنوياً تقريباً يزور شيخه وصديقه سليمان بن ناصر السلومي بالرس زمن حياته، وقد استمر هذا الوفاء بزيارة ابنه كذلك عبدالله بن سليمان السلومي بالشنانة وإخوانه صالح وإبراهيم رحمهم الله وكذلك عبدالرحمن، وعن هؤلاء قال قصيدته الطويلة المشهورة بالنونية.
ومن الأقوال المشهودة للشيخ الشاعر بعض الأبيات الشعرية التي نظمها الشيخ عام 1417هـ بعنوان: (من ذُرى الأزد إلى رُبى نجد)، وكان الشيخ من محبي عائلة السلومي بالشنانة في القصيم، وقد أرسلها من قرية صعبان في محافظة النماص إلى محبيه بالشنانة، والقصيدة موجودة بشروح غامضها في الكتاب المعني بترجمة سليمان بن ناصر السلومي، وكان قد نَظَم هذه الأبيات بعد رحلة تواصل اجتماعي قام بها حبيب الأسرة ابن ناشع الشهري إلى الشنانة بالرس في القصيم، وأرسلها بعد وصوله إلى قريته صعبان، وكان مطلعها تنوَّى من ذُرى صَعْبَان، وقد خَتَمَها بقوله سلمتم:
تنوَّى من ذُرى (صعبان) رَكْبٌ إلى (ذوقان) في غرب القصـيـمِ
سلمــتم آل ســــــــلوم جميعـــــــــاً مـن النيـــران فـي الـــدار المقيــمِ
لأن الحب فـــي ذات الإلـــــــــــه يُسـبِّب عفـو ذي الـعرش الكريمِ
الشيخ الشاعر وقصيدته النونية الشهيرة:
الشيخ محمد بن ناشع الشهري شاعر موفق في نظمه كما هو مبارك في نثره، ومن تواضعه العلمي أنه لم ينشر قصائده الكثيرة، ومن التواضع أنه عَرَضَ قصيدته المشهورة بـ”المعلقة النونية” والتي بعنوان (تحية إلى الرس: على الشنانة من آن إلى آن) وهي معنية برثاء شيخه وصديقه الشيخ سليمان بن ناصر السلومي، وفيها أبيات كثيرة عن أمجاد أهالي الرس والشنانة تستحق النشر الكبير، وقد عرضها على تلميذه وصديقه الأستاذ الدكتور محمد بن علي العمري للمراجعة والتصحيح، وقد راجعها وأضاف إليها بيتين من الشعر، ثم راجعها بعد ذلك الشاعر الشيخ محمد بن عائض القرني وأضاف إليها بعض التعديلات واللمسات وبعض الأبيات الشعرية التي زادتها جمالاً وقوة على قوتها.
كما أن الشيخ الشاعر محمد بن عايض القرني كتب تعليقه ومشاعره تجاه القصيدة، وقد وَصَفَهَا بعد مراجعته لها بأنها بركان من المشاعر، تلك القصيدة التي فاضت بها قريحة الشاعر محمد الشهري تجاه (الرس والشنانة) التي أنجبت المعني بالقصيدة وأمثاله من الرجال، وكان للبلدتين أدوارٌ تاريخية في إرسال المطوِّعين للهجر والقرى، كما سجَّل التاريخ لتلك البلدتين صفحات جهادية وبطولية مشرقة في ملاحم تأسيس الوطن.
وهذه القصيدة أو المعلقة النونية تتكون من (132) بيتاً من الشعر الفصيح بقافية النون، والقصيدة موجودة كاملة في كتاب ترجمة (سليمان بن ناصر بن سليمان السلومي – الشخصية والرسالة) وهي مما يعكس كرمه النفسي ووفاءه لمحبيه، ومما قال في هذه القصيدة النونية عن شيخه سليمان:
ثـوَى (سليمانُ) مَصْحُــوبا بِطَائِفَــةٍ مِن المَشَـــاعِرِ تَغْلي مِثْلَ بُركــــــــــان
رُحْمَـاكَ يَـارَبِّ بـاتَ الحَبْلُ مُنْقَطِعـاً بينَ القَصِيـــمِ ودارِ الأُنسِ صَعْبَــان
ومما قال فيها مُذكراً أبناء السلومي وأحفادهم برسالة والدهم الدعوية الكبيرة ووجوب السير على خطاه، مع تخصيص ابنه الشيخ عبدالله بن سليمان ببعض الأبيات:
قـــومٌ عَلَى هَـــــامَـــةِ الدُّنْيَا مَنَابِـــــرُهُـــــا تَــــدْعُــو إلى اللهِ فِي سِــــرٍ وَإعْــــلان
هُــمُ الرِّجَــالُ الهُـــــدَاةُ الغُرُّ غَــايَتُهُــــــمْ عِزُّ العَقِيْــــدَةِ فِي صِــدْقٍ وإيْمَـــــــــان
لـــولا العَــــزَاءُ بِـ(عَبْـدِ الله) حِينَ سَعَى لِيُكْمِـــــلَ السَّيْــــرَ فـــــي عَـــزْمٍ وإتْقَان
وقد خًصَّ الشيخ محمد بن ناشع بلدة الرس والشنانة بأبيات كثيرة حول بطولاتهم وشجاعتهم التاريخية في هذه القصيدة، ومنها:
لدى (الشِّنـانةِ) قـــد أَودَعْتُ وُجـــدانـي | وفي رُبى (الرسِّ) أصحابي وخِــــــلاني | |
أرضٌ يهيــــــمُ بهـا قلبي إذا ذُكِـــــــرَتْ | وإن بَعُـــــــدْتُ أثـــــــارَ البُعْـــدُ أشْجاني | |
فيها الأحِبــــــةُ خِـــــلانُ الــــوفاءِ بِهِـمْ | تــــزهُـــو الديـــــارُ ويَسْلــو قلبُ هَيمان | |
سعــوا إلى النهضـــــــةِ الكُبرى بلا كَلَلٍ | لوَحْـــــــدَةِ الصَّـــــفِّ خَلْفَ القائِدِ الباني | |
منهُــــــمْ دُعـــــاةٌ وأجنـــــــادٌ مجنَّــــدةٌ | مـــــعَ المــــــؤسسِ خَـــاضُوا كُلَّ مَيدان |
بل إنه خَتَمَ قصيدته تقريباً عن الرس والشنانة مشيداً بتاريخهما وأهاليهما في موضع آخر من القصيدة، والشاعر يرمز بقوله (بصمة الرس التاريخية) إلى هزيمة جيش إبراهيم باشا زمن الدولة السعودية الأولى، وعن موقعة الشنانة زمن تأسيس الدولة السعودية الثالثة، وربما تميزت البلدتان بذلك عن سائر البلدان:
وفِي الخِتَامِ أُحَيِّيْ (الرَّسَّ) كَــــمْ صَنَعَتْ | مَجْداً، وَكَمْ نَشَرَتْ نُـوْراً لِحَـــيْــــــــرَان! | |
كَمْ قَدَّمَتْ لِحِمَى الأوطَـــــانِ مِـــــنْ بَطَلٍ | مُــــدَرَّبٍ غَــــيْرِ هَــــيَّابٍ وَلا وَانِــــــــي | |
يَا سَائِلي عَنْ أُسُودِ(الرَّسِّ) مَا صَنَعَتْ؟ | خُــذِ الجَـوَابَ بِتَحْقِــــيْقٍ وَبُـــرْهــــــــان | |
(الرَّسُّ) قدْ وَضَعَتَ فِي المَجْـدِ بَصْمَتَهَـا | حتى أقَرَّ لَهَـا القَــــاصِي مَعَ الـدَّانِــــــي |
وهو بكل تواضع يقول عن حقيقة قصيدته الطويلة هذه وهدفها:
مَا جِئْتُ أمْــــدَحُ لَكِـــــنْ جِئْتُ مُبْتَهِــــلاً | إلى كَـــرِيْمٍ عَظِيـْـمِ العَفْـــوِ مَنَّــــــــــــان | |
يَعْفُـــو وَيَصْفَــــــحُ عَمَّــــا كانَ مِنْ زَلَلٍ | فَنَلْتَقِــي وَهُـــمُ فِي بَـابِ رِضْــــــــــــوان |
وفي هذه المقالة المتواضعة أدعو جميع محبي الشيخ وأصدقائه وأقربائه إلى الإسهام في الكتابة عن الشيخ لتكون ضمن كتاب مستقل إن شاء الله، وذلك بالتواصل مع أبنائه، وعن ترجمة يسيرة فيها تفصيلٌ عن الشيخ انظر فايز بن سالم العميري الشهري، كتاب الوجيز في تاريخ وجغرافية بلاد بني شهر ص266-269، وكان قد كّتَبَ تقديم هذا الكتاب المطبوع عام 1418هـ.
د. محمد بن عبدالله السلومي
باحث في الدراسات التاريخية ودراسات العمل الخيري والقطاع الثالث
[email protected]
لا توجد تعليقات