تقريظ معالي الدكتور عبدالله بن عمر نصيف
أمين عام رابطة العالم الإسلامي ونائب رئيس مجلس الشورى السعودي السابق
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه ورسوله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فيقول المولى عزوجل: )وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( [التوبة : 105].
لقد نجح المسلمون في عصور نهضتهم لإرساء قواعد حضارة إسلامية رائعة متكاملة شاملة، سادت فيها نظم الحياة المتوازنة المتناسقة في شؤون الإقتصاد والسياسة والحكم والاجتماع والتربية والتعليم وغيرها لرفعة شأن الأمة الإسلامية ووضعها في القيادة والريادة لأمم الأرض وخدمة البشرية جمعاء،
وقد استفاد علماء المسلمين بما لدى الحضارات السابقة من معطيات إلا أنهم صححوا المسار واضافوا إضافات راقية في شتى مجالات الفكر والمعرفة والعلوم والصناعة والتقنية، وأَدَّتْ الهيئات الوقفية الدور الأساسي في تلك النهضة بتوفير المال والإمكانات وتشجيع البحوث والدراسات وحمل العبء الأكبر عن الحكومات بما لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية وهنا وضع الأساس للحضارة المعاصرة، ثم تعرض المسلمون لنكسات متتالية وفقدوا الدور القيادي للأمم حتى أصبح حالهم كما نرى ونسمع ونعيش.
وقد سعدت جداًّ عندما طلب مني الأخ الكريم الدكتور محمد بن عبدالله السلومي أن أشارك بكلمة موجزة في كتابه (القطاع الثالث والفرص السانحة) فوجدته شاملاً لجوانب تشتد الحاجة إليها في هذا العصر الذي اختلطت فيه الأمور على عامة المسلمين وهم مبهورين بالنظم الغربية وما أولته من اهتمام بمؤسسات المجتمع واعتمادها عليها لكونها قطاعاً ثالثاً له أهميته ودوره في المجتمعات الغربية كلها تقريباً بينما تتعرض جمعيات وأعمال البر والإحسان للاتهامات والمضايقات وسد الأبواب أمامها، وقد سبق ذلك ما تعرضت له المؤسسات الوقفية في بعض الدول الإسلامية الكبرى للتأميم والإستيلاء غير المشروع عليها، وقد صدر بحث علمي مما آل إليه حال الأوقاف في إحدى البلاد الإسلامية التي أممت الأوقاف، وجعلتها جهازاً حكومياً مما أدى إلى فقدان دوره في المجتمع.
وبدلاً من أن يكون مصدر تمويل وتشغيل للمدارس والمساجد والأربطة ودور الأيتام وغير ذلك أصبح يتلقى المعونات من الحكومة ويمثل عبئاً ثقيلاً عليها والموضوعات التي تعرض لها المؤلف في هذا الكتاب جديرة بالاهتمام من قبل الجميع لإحياء هذه السنة المندثرة إعادة الحيوية إلى المجتمعات الإسلامية ما اسماه المؤلف بالقطاع الثالث؛ لتعود دولتنا الإسلامية إلى نهضتها وتقدمها وعزها ويحدث التوازن المطلوب والتعاون المنشود بين القطاعات الثالث؛ وليكون للأمة الإسلامية المكانة اللائقة في عصر العولمة والتواصل والإتصال والمشاركة على قدم المساواة مع الحضارة الغربية.
وما ذلك على الله بعزيز، أشكر أخي المؤلف اهتمامه وجهده وأرجو له التوفيق ولكتابه الرواج والقبول من الجميع والله ولي القصد والهادي إلى سواء السبيل.
عبدالله بن عمر نصيف
لا توجد تعليقات