بسم الله الرحمن الرحيم
#الليبروصفوية و# الوطنية_السعودية
الليبرالية السعودية من داخلها (4/7)
ما ورد من نقولات في المقالات السابقة عن بعض المراجعات والتراجعات عن الفكر الليبرالي يكشف عن التهاوي الكبير لما يسمى بـ(الليبرالية السعودية) وخطرها على الوحدة الوطنية، وإضافة المزيد من المراجعات والمكاشفات ممن عاش تلك البيئة وسبر غورها أو خبرها عن كثب قد يختصر كثيراً من المراحل الزمنية عن حقيقة هذا الفكر الإقصائي الدخيل، وفي هذا الصدد عبَّر الدكتور عبدالله الغذَّامي عن هذه الليبرالية بما لم يستطع عنها خصومها بمحاضرته الشهيرة بعنوان: (ليبرالية موشومة) وذلك على سبيل الذم، ومما قال: «أول ما بدأ هذا المصطلح [الليبرالية السعودية] جاء بأقلام وألسنة الصحفيين الغربيين الذين يأتون إلى بلدنا، الصحفي الغربي كان يسميهم ليبراليين وينتهي الأمر»!!، «مفهوم الحرية عند مونتيسكيو: هي فعل كل شيء لا يضر الغير»!!، «التسامح الديني أبرز سبعة عناصر قامت عليها الليبرالية….. ومنها: مثل ما فعل رسولنا الكريم لما فتح مكة وجعله يوم الرحمة بدل ما هو يوم الملحمة»، كما قال عن النفاق الليبرالي المكشوف: «أُوقِفَتْ الانتخابات في الأندية الأدبية بالمملكة بقرار، ولم أجد ليبراليًا واحدًا من الذين يكتبون في الصحف تحت مسمى الليبرالية يستنكر هذا القرار!!، يعني القيم الرمزية العليا لبلدك اللي ممكن تصنع بلدك!»، «يعني الديمقراطية تصير لما يجي الناس اللي أبغى! لما الناس اللي ما أبغى بلاش ديمقراطية! ما أنت ديمقراطي بالحالة ذي! ولا أنت ليبرالي!»، «أهم قوانين الليبرالية حرية الرأي وحرية التعبير. إذا أردت رأيك يمشي وتعبيرك يمشي، وغيرك الذي لا يعجبك لا يمشي فلست ليبراليا، انتهى الأمر»!!، «لما جاء التأسيس المعرفي للانتخابات ماحكوا [الليبراليين] ولا كلمة! حتى لما أعادها الدكتور خوجة.. تعرفون الدكتور خوجة قبل أشهر أعلن أن الانتخابات ستعود، لم يحتفل فيها ليبرالي واحد، لا بكوا على ذهابها، ولم يُصفِّقوا لعودتها!!».
الليبرالية السعودية بين الدعوى والحقيقة:
ومن عبارات المراجعات والمكاشفات عند الدكتور الغذامي في محاضرته سابقة الذكر استدلاله: «آية المنافق ثلاث واحدة منها إذا خاصم فجر.. إنهم يخاصمون.. لا، الليبراليون ليسوا خصومًا لي، فعندهم ردة فعل، عندهم شجاعة، نعم»، ويؤكد الغذامي بتحدٍّ واضح زيف الليبرالية لارتباطها برقِّ الامبريالية قائلاً: «من يريد أن يقنعني بأن في المملكة ليبراليون وأنهم لهم خطاب، وأنهم قوة تغييرية بالمعنى السياسي، أنا مستعد أغيّر رأيي متى ما وجدت الحق، أما إلى الآن فأنا أقول: الليبرالية موشومة عالميًا، ملتبسة التباس شديد، مرتبطة بمعنى الإمبريالية، لو فعلنا أيّ ما نفعل لن نستطيع أن نحررها منه، من مصلحة أي إنسان إذا صار المصطلح موشوم، أن يتخلى عنه ويشتغل على غيره لأنه الانشغال بالمصطلح والدفاع عنه يشغلك عن قضيتك نفسها»، «الربط بين (الليبرالية والإمبريالية) يعني هذا الذي قائم في الثقافة كلها، يعني لو أردت أعطيك قائمة المراجع اللي عندي، حتى كعناوين كتب (الليبرالية والفاشية)، (الليبرالية والعنف)، (الليبرالية والإمبريالية)، نعوم تشومسكي عن (إعاقة الديموقراطية)، كل الفكر الغربي الحر يتكلم بكلام قوي وشديد جداً في نقد الليبرالية، فأن تُربَط مع الإمبريالية لا شك في ذلك»!!
ويقول الغذامي عن الليبرالية الحقة والليبرالية المزيفة:«أثْبِتُوا لي بس إني غلطان، الإمام الشافعي رحمه الله عنده كلمة عظيمة يقول: ما جادلت أحدًا إلا ودعوت الله أن يظهر الحق على لسانه، يبغى يبرأ من الغلط، يبغى خصمه ينتصر عليه، شوفوا الرقي»، ويؤكد الغذامي أن ليبراليتهم هي بالاعتداء على الآخرين وحقوقهم: «ادخل منتدياتهم، سبٌّ للرسول -صلى الله عليه وسلم-، سبٌّ لله، والله يا أخوان أنه يجرح النفس لما تقرأ كلام واحد يتهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه يجب أن يُحاسب لأنه اعتدى على عائشة جنسيًا! لما يقتلوننا بهذه الأساليب، هل هذه الليبرالية اللي يريدونها؟!»،«من الموبقات أن تمسَّ الليبرالية! لكن هم لهم الحق أن يمَسُّوا كل شيء! شوف هذي (ويلٌ للمطففين) يعني لهم هم حصانة وغيرهم غير محصّن».
ولم تسلم الليبرالية الغربية من نقد الغذامي حينما سيطرت الخرافة الدينية على زعماء الليبرالية فقال: «بوش يتصل بجاك شيراك، ويقول له: يا شيراك الحرب لازم تقوم!، قال له: ليش؟ قال له: مرتين يكلمني الله ويقول لي: يا جورج انتبه جوج ومأجوج موجودين في بابل وسيَنقَضُّون على إسرائيل قريباً، إذا لم تغزو العراق سيأتون! هذا رئيس أعظم دولة ديموقراطية علمانية ليبرالية!».
والغذَّامي في ختام محاضرته والتي نفى فيها أن يكون في السعودية ليبرالية حقيقية ذكر شيئاً من الحل فقال:«الحلُّ الذي أعتقده باستمرار هو الشجاعة المطلقة إلى أقصى حدود الإطلاق لقبول النقد، لازم نُدرَّب -كأفراد- بدأً على قبول أن نكون منقودين، ونُدرِّب المؤسسة أن تكون منقودة، إذا شرعنا في هذا ففيه مجال كثير جدا للعمل الصح، أما إذا افترضنا أن النقد هو تقويض! فهذا أكبر مآخذي أصلا على الليبراليين، لأنهم لما ظهروا في البلد وتسموا بهذا الاسم صارت حساسيتهم من أن يُقال عنهم شيء، أي شيء، لو حاجة بسيطة! وأين أنت؟ أنت تشجع الظلام، أنت ظلامي، أنت، أنت!! .. يا أخي اقبل النقد وإلا مشروعك نفسه سقط..، سقط مشروع حرية التعبير، حرية التفكير، انت مبني الليبرالية على ذي، أُصدق بها تصير ليبرالي، خُنْها، انتهى كل شيء. وهذا الَّذي جاري أن الليبراليين ليسوا ليبراليين»([2]).
كما قال: «الليبرالية والليبراليين السعوديين لا يملكون فكراً ولا هدفاً، وأنهم مجموعة من المترفين الإقصائيين الذين يبحثون عن راحتهم بعيداً عن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»!!
«كل ما تفعله الليبرالية السعودية هو مناكفة الهيئة والصحوة، أو التهكم بالدين وهذا ليس بمشروع».
«تركت الليبرالية عندما وصلت إلى قناعة أن الليبرالية حالة تشككية لا تريد أن تصل إلى شيء، وأنا أريد أن أصل، لذا وجدتها لا تمثلني»([4]).
أظن القارئ لا يحتاج مع هذا إلى نقد من خارج الصف الليبرالي، أو تعليق إضافي على ما سبق!!
د. محمد بن عبدالله السلومي
20/ 6/ 1436هـ
([2]) انظر عن اللقاء الرابط التالي: http://www.anaween.com/?p=34015
([4]) انظر المقال في صحفة الشرق، العدد (1085) بتاريخ: 23/11/2014م، على الرابط التالي: http://www.alsharq.net.sa/2014/11/23/1252869
لا توجد تعليقات