استقالة قيادية في «أوكسفام» وتوجيه اتهامات لرئيسها السابق باستخدام مومسات
الحكومة البريطانية تقول إنها فشلت في «قيادتها الأخلاقية» وبروكسل تهدد بقطع المساعدات عنها
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط، العدد (14322)، بتاريخ 27 جمادى الأولى 1439هـ الموافق (13 فبراير 2018م)، الرابط التالي:http://bit.ly/2EBRuU7
تستر منظمة «أوكسفام» الخيرية البريطانية على فضائح جنسية قام بها عاملون في المؤسسة الإنسانية في هايتي وتشاد، أدى أمس إلى استقالة نائبة الرئيس التنفيذي بيني لورانس، وتوجيه اتهامات باستخدام مومسات ضد الرئيس السابق لعملياتها رولاند فان هويرميرون في تشاد، الذي عمل أيضاً ضمن فريقها في جزيرة هايتي الواقعة في الكاريبي خلال الهزة الأرضية المدمرة التي تعرضت لها عام 2010.
أمس أعلنت لورانس استقالتها، وقالت إنها تتحمل كامل المسؤولية عن هذه الأعمال التي لطخت سمعة المنظمة الإنسانية المرموقة. وقالت في بيان استقالتها من منصبها: «على مدى الأيام القليلة الماضية، أدركنا أننا لم نتخذ إجراءات على نحو مناسب إزاء المخاوف التي أثيرت حول سلوك الموظفين في تشاد وكذلك في هايتي». وتابعت لورانس، كما نقلت «الوكالة الألمانية» عنها قولها إنه «من الواضح الآن أن هذه الادعاءات – التي تنطوي على استخدام المومسات، التي تتعلق بسلوك كل من مدير الطاقم وأفراده في تشاد – قد أُثيرت قبل انتقاله إلى هايتي». واستطردت لورانس قائلة: «بصفتي مديراً للبرنامج في الوقت ذلك، أشعر بالخزي لحدوث ذلك في عهدي، ولهذا أتحمل المسؤولية الكاملة».
وعلق متحدث باسم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي على الفضائح التي لفت «أوكسفام» خلال الأيام الماضية، قائلاً إن على الحكومة البريطانية أن تفعل المزيد لتلزم الجمعيات الخيرية بتعزيز إجراءات الحماية لضمان ألا يتكرر «السلوك المروع» لبعض العاملين في منظمة «أوكسفام» الدولية.
كانت «أوكسفام»، إحدى أكبر الجمعيات الخيرية في بريطانيا، قد نددت بسلوك بعض عمال الإغاثة السابقين في هايتي، وذلك بعد أن أفاد تقرير صحافي بأنهم دفعوا المال مقابل ممارسة الجنس، بينما كانوا في مهمة لمساعدة ضحايا زلزال وقع هناك في 2010.
والتقت أمس وزيرة بريطانية مع مسؤولين في المنظمة الدولية لمناقشة مزاعم تفيد بأن المؤسسة الخيرية قد تسترت على فضائح جنسية في هايتي وتشاد. وحذرت وزيرة التنمية الدولية البريطانية، بيني موردونت، من أن «أوكسفام» ومنظمات خيرية أخرى ربما تواجه خطر سحب الأموال الحكومية، إذا لم تتخذ الخطوات المناسبة لتنفيذ إجراءات الحماية المناسبة. وقالت موردونت في تصريحات لهيئة البث البريطاني «بي بي سي» إن «أوكسفام» فشلت في «قيادتها الأخلاقية» بسبب هذه المزاعم.
كما اجتمعت هيئة الجمعيات الخيرية في بريطانيا أيضاً مع مسؤولين من «أوكسفام»، بعد اتهام المنظمة الخيرية بالفشل في توفير التفاصيل الكاملة بشأن هذه المزاعم الجنسية في عام 2011، التي تفيد بأن موظفين تابعين لمنظمة «أوكسفام» في هايتي قد دفعوا مقابلاً لممارسة الجنس مع شابات، من بينهن فتيات صغيرات السن.
وقالت «أوكسفام» في وقت متأخر من يوم الأحد، إنها تأمل في «إعادة بناء الثقة لدى مؤيديها، الذين يعرفون، مثلنا، أن تصرفات قلة لا تمثل كل ما تجسده (أوكسفام)». وذكر تقرير جديد لصحيفة «أوبزرفر» في عددها الصادر، الأحد، أن موظفين من المنظمة شاركوا في فضيحة أخرى في تشاد في عام 2006، عندما كان رولاند فان هويرميرون، الذي عمل بعد ذلك في هايتي بعد الزلزال، كان رئيساً لعمليات المنظمة بتشاد في الوقت ذلك. وتابعت «أوكسفام»: «إننا نشعر بالصدمة والفزع إزاء الأمور التي تم الكشف عنها». واستطردت «أوكسفام»: «في الوقت الذي لا يمكننا فيه التثبت من المعلومات القادمة من تشاد في الوقت الراهن، فإن هذه الفضيحة تظهر مرة أخرى سلوكاً غير مقبول من جانب عدد صغير من الأشخاص، والحاجة إلى نهج شامل على مستوى المنظمة لمعالجة هذه المشكلة».
وبعد توارد هذه التقارير هددت المفوضية الأوروبية بشطب الأموال التي تقدمها للمنظمة الخيرية. وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية أمس الاثنين إنه يُنتظر أن يتم التعامل مع الاتهامات بسرعة كبيرة، وبشفافية قدر الإمكان. وأكدت أنه حال عدم إيفاء أي شريك بـ«المعايير الأخلاقية العالية» للاتحاد الأوروبي، فإنه يكون هناك استعداد حينئذ لإنهاء المساعدات المقدمة له. وأشارت، كما نقلت عنها «الوكالة الألمانية»، إلى أن المفوضية قدمت دعماً لعمل المنظمة في هايتي عام 2011 بإجمالي 7.1 مليون يورو.
لا توجد تعليقات