نبذه عن الكتاب
- من (أسئلة الحضارة) ما يمكن أن يَرِد: هل حضارة الإسلام ألف اختراع واختراع كما يُسَوَّق من قِبَل بعض المسلمين الغيورين حَسَنِي النية؟ أم أنها آلاف برامج التقنية المذهلة إلى حد اختطاف الأبصار والعقول كما هي الحضارة المادية المعاصرة؟
- المفكر الحصين -رحمه الله- صاحب الرؤى الكثيرة والمتنوعة، يُعدُّ من فرسان الدعوة والثقافة في ميدان الأمواج المتلاطمة من الأفكار، وعصور فرض الشهوات والشبهات عالميًّا؛ لكن أفكاره العميقة والطويلة في أحيانٍ كثيرة، تتطلب شرحًا أو توضيحًا، خاصةً في (المسألة الحضارية)، بما فيها من نقدٍ وتقييم، وما تضمنته من تشخيص حول الأصيل الحضاري، وما في هذا التشخيص من إلهام للأجيال.
- هذا الكتاب محاولةٌ في الإسهام الفكري بالتصدي لبعض المفاهيم والأفكار الخاطئة حول التحضر ومفاهيم الحضارة، لا سيما فيما بين الحضارات المتنافسة. والمؤلف بهذا يأمل أن تنبري كتابات من آخرين حول تبسيط واختصار أفكار ورؤى أخرى للشيخ الحصين؛ لتستفيد الأجيال وتستنير، ولتتجاوز تحديات المرحلة ومخاطرها المتنوعة، وما ذلك على الله بعزيز.
تعريف بالكتاب
جاء هذا الكتاب بفصوله العشرة وموضوعاته المتنوعة، أنها عن أفكار متعددة تجمعها (مسألة الحضارة)، وأنها كذلك عن شخصية علمية فكرية متميزة، وهو المفكر معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحُصيِّن -رحمه الله-، الشخصية التي جمعت بين العلم والفِكر، ما يتطلب تقديمه عالمًا ومفكرًا على مستوى العالم، والعالم الإسلامي بصورةٍ خاصة. لقد تميَّز الحصين برؤى فكرية مفيدة ومُلهِمة للأجيال في قضايا الأمة المعاصرة مما تحتاج إليه الساحات الثقافية والفكرية.
وفي عموم فصول هذا الكتاب جاءت المحاولة لإبراز بعض السؤال والجواب عن الحضارة والتحضر في قِيَم العلاقات الأسرية والاجتماعية التي تَميَّز بها الإسلام، وقِيَم العلاقات الدولية في الإسلام وحضاريتها، مقارنةً بواقع العلاقات الأسرية والدولية في الحضارة المادية المعاصرة؛ حيث فيها ما يؤكد فروقات حضارية الإسلام عن غيره. ويمكن أن يكون في هذه الكتابات والقراءات للحصين نوع معرفي مما يُسمى (الاستغراب) المعني بالقراءة عن الغرب، وهي الهادفة إلى كل ما يرفع الشعور بالنقص الحضاري وحالات الافتتان لدى الأجيال، بإدراك أن الحضارة الإسلامية بتراثها الكبير المتنوع كانت دراسة فاعلة، بأكثر وأقدم مما هي مدروسة من المستشرقين والباحثين الغربيين، حينما قرأ سلف هذه الأمة فلسفة وتراث اليونان ومنطق الرومان وعلومهم ونقدوها، وكان من أبرز هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.
وجاءت موضوعات هذا الكتاب بتوطئة عن عنوانه، ومقدمة حول مضامينه وأهميتها، وذلك من خلال (عشرة) فصول متنوعة تتكامل بارتباطها بسؤال الحضارة، بصورةٍ مباشرة أو غير مباشرة، وبعدها جاءت خاتمة الكتاب بنتائج وتوصيات (تسع)، مع إضافة ملاحق (ستة) حول مؤلفاته، ثم عن رسائل وتقديمات للشيخ الحصين لكتب أخرى ذات أهمية علمية فكرية، مع تعليق يسير حول أبرز مضامينها؛ حيث تتكامل هذه الملاحق بموضوعاتها مع فصول الكتاب، وفي هذا محاولة لتحقيق رؤية أشمل عن هذا الموضوع الكبير، وعن الشخصية.
لا توجد تعليقات